عذراً ...لن أحتفل معكم اليوم

عذراً ...لن أحتفل معكم اليوم !


بقلم طارق شمالي

فمن صباح الغد سأجعل كل أيام العام للأسرى ، سأذكرهم مع أذكار الصباح والمساء ، سأجلس مع أبنائي كل يوم أحدثهم وأقص عليهم بطولات لا تعد ولا تحصى، أحكي لهم حكايات العز والكرامة التي سطرها آلاف الرجال خلف قضبان الاحتلال وفي زنازينه القمعية .



سأعلمهم المعنى الحقيقي للحرية، أن ما خطه الشهيد سيد قطب بيمناه لم يكن مجرد نشيد أو كلمات وجمل رنانة نرددها ولا نفقه معناها .



فعندما كتب الحر صاحب الظلال " أخي أنت حر وراء السدود ، أخي أنت حر بتلك القيود" أراد أن يعلمنا لنعلم أولادنا من بعدنا أن الحرية كلمة حق ومبدأ ، وقفة عز وكرامة ، قوة وعزيمة وإرادة ، فكرة وهدف سامي ، وكل هذه الأمور لا تجتمع إلا في من وهبوا حياتهم لله وقدموا زهرة شبابهم فدوى لأوطانهم ومقدساتهم .



هؤلاء الرجال الأحرار ليسوا أسرى كما نسميهم نحن ، فالأسير من تأسره شهواته وملذاته بحيث يعترف بعدها بحبه وعشقه وانتمائه لدنيا زائلة فانية لا تساوي عند الله جناح بعوضة .



أما الحر فيسجن ويضرب ويعذب وتمارس في حقه كل ألوان التعذيب الهمجية المشروعة والغير مشروعة في سبيل نزع الفكرة من عقله ، وهزيمة العزة في وجدانه ، وقتل النخوة في دمه ، ونزع الغيرة من سكناته.



لكن وبعزيمة الرجال وشموخ الأحرار يبقى شامخاً أبياً كالجبل الأشم ، بل ويجثو السجان على ركبتيه معترفاً له بتعبه ونصبه وفشله في هزيمته !.



نعم لقد حولوا سجونهم إلى مدارس وجامعات تخرج العلماء والمفكرين ورجال السياسة والعلوم المختلفة .



جعلوا من السجون ساحات عز تشهد لهم بالإخلاص لله والانتماء الحقيقي لأوطانهم وتمسكهم الدائم بحقوقهم المشروعة في تحرير أرضهم وكيانهم .



لقد رسخوا كل معاني الوحدة الوطنية في سجونهم ، فهم الأجدر بالقيادة والريادة لهذا الوطن .



فهؤلاء الرجال لا يكفيهم يوماً واحداً لكي نتذكرهم بل يجب أن يبقوا في الذاكرة دائماً وأبدا ، نتذكرهم في جميع مناسباتنا وأفراحنا ، ندعوا لهم دبر كل صلاة عسى الله أن يفك أسرهم ويكسر قيدهم .



نعم إن فضلهم بعد الله علينا كبير ، لقد وهبوا للوطن زهرة شبابهم ، تغربوا عن أهليهم وأبنائهم ، حرموا من مداعبة صغارهم وسماع ضحكاتهم ، ورغم ما لاقوا من أذى السجان وبطشه ما زالوا على العهد .



عهد الرجال ، عهد الأحرار ، عهد الكرام ، ولسان حالهم يقول :



يا ظلام السجن خيم إننا نهوى الظلام ..ليس بعد الليل إلا فجر مجد يتسامى

لقد رسخوا كل معاني الوحدة الوطنية في سجونهم ، فهم الأجدر بالقيادة والريادة لهذا الوطن .

رائع تلك الكلمات في رقيها
فهم يستحقون المزين فلنمدهم بالدعاء
اشكرك اخ طارق
واشكرك اخ زياد على النقل المميز