بحـث
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الوردة ... شموخ انثى | ||||
همسة ملاك | ||||
عندليب الحب | ||||
ola | ||||
samee | ||||
نور الشمس | ||||
حنين انثى | ||||
زياد | ||||
ابتسامة امل | ||||
عبق-الشوق |
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 9 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 9 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 59 بتاريخ الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:46 am
المواضيع الأكثر نشاطاً
-begine emaskayh code---!>
إمساكية رمضان لعام 2007 م - 1428 هـ اختر المدينه
--end emsakyah code---!>
قيام الليل طريق العاشقين
صفحة 1 من اصل 1
قيام الليل طريق العاشقين
ذهب معظم المحققين إلى أن قيام الليل فريضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى له: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ{1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً{2}المزمل
ونافلة لأمته، لكن هناك نص آخر في سورة الإسراء يقول فيه الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}الإسراء79
هل هناك تعارض بين النصين؟ لا يوجد تعارض، لأن النوافل كما بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال الأمة يوم لقاء الله يوم القيامة تُستكمل بها الفرائض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ}{1}
إذاً نوافلنا تعتبر فرائض لأننا سنُكمل بها الفرائض، على سبيل المثال: حدث خرق في الثوب الذي تلبسه، فجئت له برقعة منه جعلتها فيه، هذه الرقعة أصبحت جزء من الثوب، فكذلك النوافل إذا استُكملت بها الفرائض أصبحت منها.
متى تكون نافلة؟ إذا استوفيت الفرائض، ومن منا يستطيع أن يستوفي الفرائض بدون النوافل؟! لا يوجد إلا رجل واحد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال له الله: {نَافِلَةً لَّكَ}، لأنك الوحيد الذي استكملت الفرائض، لكن غيرك يستكمل بالنوافل الفرائض: {إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي، ثُمَّ يَنْصَرِفُ مَا كُتِبَ لَهُ إِلا نِصْفُهَا، ثُلُثُهَا، رُبُعُهَا، خُمُسَهَا، سُدُسُهَا، ثُمُنُهَا، تُسْعُهَا، عُشْرِهَا}{2}
والباقي من أين يأتون به؟ من النوافل: {انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ}{3}
وعلى هذا يكون تخصيصه صلى الله عليه وسلم لكون التهجد نافلة له باعتبار أن تطوعاته صلى الله عليه وسلم هي خالصة له في رفعة درجاته وكثرة حسناته وعلو مقامه لكونه لا ذنب عليه، فالتهجد في حقه هو نافلة له خالصة بخلاف الأمة فإن لهم ذنوباً وهي تحتاج إلى كفارات، ولهم تقصيرات وهي تحتاج إلى مكملات، فتطوعاتهم الزائدة على فرائضهم يحتاجونها لتكفير ذنوبهم أو لتكميل ما انتقصوا من فرائضهم.
فصاحب مقام النفل الأكمل والفضل الأول هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه الله تعالى أعلى رتبة في النافلة ورتَّب على ذلك المقام المحمود الذي تحمده عليه الخلائق كلهم الأولون والآخرون وهو مقام الشفاعة العامة العظمى، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: {إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا، يَقُولُونَ: يَا فُلانُ، اشْفَعْ يَا فُلانُ، اشْفَعْ حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عله وسلم فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ}{4}
وهذا كذلك في الصيام، ولذلك يقول الإمام أبو طالب المكي في كتابه قوت القلوب لطالبي طريق المحبوب: "إن من الناس من يتم له صيام شهر رمضان واحد في عمره كله" لمَ؟ لأن هذا خرقه بالكذب، وهذا بالنميمة، وهذا خرقه بالغيبة، قال صلى الله عليه وسلم: {الْغِيبَةُ تَخْرِقُ الصَّوْمَ وَالاسْتِغْفَارُ يُرَقِّعُهُ}{5}
هذا امتنع عن الطعام والشراب، لكنه أكل لحم أخيه: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} الحجرات12
وقال سيدنا عمر رضي الله عنه على المنبر: " إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل لله صلاة، قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا يتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله فيها "{6}
إذاً رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل له نافلة، لكننا نحن نُكمل بها الفرائض.
كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل، وقيام الليل يمتد من بعد صلاة العشاء إلى مطلع الفجر، ولذلك نحن جميعاً نقيم الليل في رمضان بعد صلاة العشاء، وهذا حتى يختار كل مؤمن الوقت الذي يناسب قواه، ويناسب تمام يقظته وحضوره مع حضرة الله، ولا يعتقد أنه باختياره هذا الوقت هو الأفضل من سواه، فإنه لا أفضلية إلا بالتقوى، والتقوى لا يعلمها إلا الله، هو وحده المطلع على القلوب عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}الحجرات13
فكان صلى الله عليه وسلم في غير رمضان ينام بعد العشاء مباشرة فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: {أنه كان إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ، رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَوْتَرَ بِسَجْدَةٍ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى يُصَلِّيَ بَعْدَ صَلاتِهِ بِاللَّيْلِ}{7}
لا يتحدث مع أحد بعد صلاة العشاء إلا لضرورة، كمسألة في الدين أو أمر ضرورة يحتاجه الخلق منه. ثم ينام، وكان يُصلي صلاة الليل مع منتصف الليل، كصلاة التهجد التي نصليها في العشر الأواخر من رمضان، ومنتصف الليل ليس الساعة الثانية عشرة، ولكن الليل يبدأ من أذان المغرب حتى أذان الصبح ثم نقسم عدد الساعات على إثنين.
ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة محددة بل كان ينوع. فقد ورد أنه صلى ثمانية، وورد أنه صلى عشرة، وورد أنه صلى إثنتا عشرة، وورد أنه صلى إثنين، وورد أنه صلى أربعة ... لماذا؟ رفقاً بأمته حتى يأخذ كل إنسان ما تيسر له وما يستطيعه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن16
والمهم القبول.
فكان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل يتوضأ ثم ينظر إلى السماء ويقرأ أواخر سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} آل عمران190
إلى آخر هذه الآيات قبل بداية الصلاة.
ثم يدعو دعاء الاستفتاح، وهناك أدعية كثيرة واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل: {اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَوْ لا إِلَهَ غَيْرُكَ}{8}
أدعية كثيرة، المهم أن تأخذ واحداً منها.
وبعد الدعاء كان صلى الله عليه وسلم يستفتح بركعتين خفيفتين، وانظر إلى الحَبيب صلى الله عليه وسلم في الرياضة الإلهية يعلمنا قواعد الرياضة البدنية، فيبدأ بركعتين خفيفتين، ولا يبدأ بالشدة أولاً، وهذا كان هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام، فهو الحكيم الأعظم لله عز وجل.
واستحسن كثير من الصالحين: أن يقرأ الإنسان في الركعة الأولى بآية الكرسي بعد الفاتحة، وفي الركعة الثانية بآخر آيتين من سورة البقرة لقوله صلى الله عليه وسلم: {الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ}{9}
قيل: كفتاه عن قيام هذه الليلة؛ فكأنه قامها. وقيل: كفتاه كل شر وكل هم وكل أمر يخشاه في هذه الليلة. المهم أنها تكفيه، ولذلك كانوا يستحسنون ذلك.
ونافلة لأمته، لكن هناك نص آخر في سورة الإسراء يقول فيه الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}الإسراء79
هل هناك تعارض بين النصين؟ لا يوجد تعارض، لأن النوافل كما بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال الأمة يوم لقاء الله يوم القيامة تُستكمل بها الفرائض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ}{1}
إذاً نوافلنا تعتبر فرائض لأننا سنُكمل بها الفرائض، على سبيل المثال: حدث خرق في الثوب الذي تلبسه، فجئت له برقعة منه جعلتها فيه، هذه الرقعة أصبحت جزء من الثوب، فكذلك النوافل إذا استُكملت بها الفرائض أصبحت منها.
متى تكون نافلة؟ إذا استوفيت الفرائض، ومن منا يستطيع أن يستوفي الفرائض بدون النوافل؟! لا يوجد إلا رجل واحد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال له الله: {نَافِلَةً لَّكَ}، لأنك الوحيد الذي استكملت الفرائض، لكن غيرك يستكمل بالنوافل الفرائض: {إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي، ثُمَّ يَنْصَرِفُ مَا كُتِبَ لَهُ إِلا نِصْفُهَا، ثُلُثُهَا، رُبُعُهَا، خُمُسَهَا، سُدُسُهَا، ثُمُنُهَا، تُسْعُهَا، عُشْرِهَا}{2}
والباقي من أين يأتون به؟ من النوافل: {انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ}{3}
وعلى هذا يكون تخصيصه صلى الله عليه وسلم لكون التهجد نافلة له باعتبار أن تطوعاته صلى الله عليه وسلم هي خالصة له في رفعة درجاته وكثرة حسناته وعلو مقامه لكونه لا ذنب عليه، فالتهجد في حقه هو نافلة له خالصة بخلاف الأمة فإن لهم ذنوباً وهي تحتاج إلى كفارات، ولهم تقصيرات وهي تحتاج إلى مكملات، فتطوعاتهم الزائدة على فرائضهم يحتاجونها لتكفير ذنوبهم أو لتكميل ما انتقصوا من فرائضهم.
فصاحب مقام النفل الأكمل والفضل الأول هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه الله تعالى أعلى رتبة في النافلة ورتَّب على ذلك المقام المحمود الذي تحمده عليه الخلائق كلهم الأولون والآخرون وهو مقام الشفاعة العامة العظمى، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: {إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا، يَقُولُونَ: يَا فُلانُ، اشْفَعْ يَا فُلانُ، اشْفَعْ حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عله وسلم فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ}{4}
وهذا كذلك في الصيام، ولذلك يقول الإمام أبو طالب المكي في كتابه قوت القلوب لطالبي طريق المحبوب: "إن من الناس من يتم له صيام شهر رمضان واحد في عمره كله" لمَ؟ لأن هذا خرقه بالكذب، وهذا بالنميمة، وهذا خرقه بالغيبة، قال صلى الله عليه وسلم: {الْغِيبَةُ تَخْرِقُ الصَّوْمَ وَالاسْتِغْفَارُ يُرَقِّعُهُ}{5}
هذا امتنع عن الطعام والشراب، لكنه أكل لحم أخيه: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} الحجرات12
وقال سيدنا عمر رضي الله عنه على المنبر: " إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل لله صلاة، قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا يتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله فيها "{6}
إذاً رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل له نافلة، لكننا نحن نُكمل بها الفرائض.
كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل، وقيام الليل يمتد من بعد صلاة العشاء إلى مطلع الفجر، ولذلك نحن جميعاً نقيم الليل في رمضان بعد صلاة العشاء، وهذا حتى يختار كل مؤمن الوقت الذي يناسب قواه، ويناسب تمام يقظته وحضوره مع حضرة الله، ولا يعتقد أنه باختياره هذا الوقت هو الأفضل من سواه، فإنه لا أفضلية إلا بالتقوى، والتقوى لا يعلمها إلا الله، هو وحده المطلع على القلوب عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}الحجرات13
فكان صلى الله عليه وسلم في غير رمضان ينام بعد العشاء مباشرة فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: {أنه كان إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ، رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَوْتَرَ بِسَجْدَةٍ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى يُصَلِّيَ بَعْدَ صَلاتِهِ بِاللَّيْلِ}{7}
لا يتحدث مع أحد بعد صلاة العشاء إلا لضرورة، كمسألة في الدين أو أمر ضرورة يحتاجه الخلق منه. ثم ينام، وكان يُصلي صلاة الليل مع منتصف الليل، كصلاة التهجد التي نصليها في العشر الأواخر من رمضان، ومنتصف الليل ليس الساعة الثانية عشرة، ولكن الليل يبدأ من أذان المغرب حتى أذان الصبح ثم نقسم عدد الساعات على إثنين.
ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة محددة بل كان ينوع. فقد ورد أنه صلى ثمانية، وورد أنه صلى عشرة، وورد أنه صلى إثنتا عشرة، وورد أنه صلى إثنين، وورد أنه صلى أربعة ... لماذا؟ رفقاً بأمته حتى يأخذ كل إنسان ما تيسر له وما يستطيعه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن16
والمهم القبول.
فكان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل يتوضأ ثم ينظر إلى السماء ويقرأ أواخر سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} آل عمران190
إلى آخر هذه الآيات قبل بداية الصلاة.
ثم يدعو دعاء الاستفتاح، وهناك أدعية كثيرة واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل: {اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَوْ لا إِلَهَ غَيْرُكَ}{8}
أدعية كثيرة، المهم أن تأخذ واحداً منها.
وبعد الدعاء كان صلى الله عليه وسلم يستفتح بركعتين خفيفتين، وانظر إلى الحَبيب صلى الله عليه وسلم في الرياضة الإلهية يعلمنا قواعد الرياضة البدنية، فيبدأ بركعتين خفيفتين، ولا يبدأ بالشدة أولاً، وهذا كان هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام، فهو الحكيم الأعظم لله عز وجل.
واستحسن كثير من الصالحين: أن يقرأ الإنسان في الركعة الأولى بآية الكرسي بعد الفاتحة، وفي الركعة الثانية بآخر آيتين من سورة البقرة لقوله صلى الله عليه وسلم: {الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ}{9}
قيل: كفتاه عن قيام هذه الليلة؛ فكأنه قامها. وقيل: كفتاه كل شر وكل هم وكل أمر يخشاه في هذه الليلة. المهم أنها تكفيه، ولذلك كانوا يستحسنون ذلك.
{1} سنن الترمذي والنسائي عن أبي هريرة {2} مسند أبي يعلي الموصلي والنسائي عن عمار بن ياسر {3} سنن الترمذي والنسائي عن أبي هريرة {4} صحيح البخاري {5} البيهقى فى الشعب عن أبى هريرة، وتمامه { فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَجِيءَ بِصَوْمٍ مُرَقَّعٍ فَلْيَفْعَلْ } {6} الإحياء وتعريف الأحياء بفضائل الإحياء وربيع الأبرار ونصوص الأخبار {7} مسند أحمد والطبراني عن عبد الله بن الزبير {8} الصحيحين البخاري ومسلم عن ابن عباس {9} الصحيحين البخاري ومسلم عن أبي مسعود الأنصاري
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CC%E3%C7%E1%20%C7%E1%E3%CD%E3%CF%EC%20%D9%C7%E5%D1%E5%20%E6%C8%C7%D8%E4%E5&id=578&cat=4
منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه}
قيثارة شجن- عضو جديد
-
الاوسمة :
عدد المساهمات : 25
نقاط : 73
تاريخ التسجيل : 18/01/2015
مواضيع مماثلة
» طريق الحب.....
» فرقة العاشقين جمع الأسرى في معسكر أنصار
» خربشااااااااااااات منتصف الليل
» تحت ستار الليل ..
» وياتي الليل ليصحو الحنين
» فرقة العاشقين جمع الأسرى في معسكر أنصار
» خربشااااااااااااات منتصف الليل
» تحت ستار الليل ..
» وياتي الليل ليصحو الحنين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد يناير 13, 2019 9:21 pm من طرف عندليب الحب
» ما الفرق بين العالم والعارف
الخميس سبتمبر 07, 2017 6:32 am من طرف قيثارة شجن
» المساحة الجانبية والكلية للمكعب الصف السادس الابتدائي
السبت مارس 11, 2017 5:01 am من طرف قيثارة شجن
» كتاب الحب والجنس في الإسلام للشيخ فوزي محمد أبوزيد
السبت نوفمبر 19, 2016 10:36 am من طرف قيثارة شجن
» كتاب مراقي الصالحين لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
الجمعة يوليو 08, 2016 11:31 am من طرف قيثارة شجن
» لماذا اختصَّ الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج دون باقي الأنبياء
الإثنين فبراير 15, 2016 12:32 pm من طرف قيثارة شجن
» ما حكم قراءة الفاتحة بنية التيسير
الأحد نوفمبر 29, 2015 3:43 pm من طرف قيثارة شجن
» العقاب بالضرب فى التربية الإسلامية
الإثنين نوفمبر 09, 2015 8:21 pm من طرف نور الشمس
» بمناسبة عيد ميلاد انثى
الخميس أكتوبر 15, 2015 12:08 pm من طرف نور الشمس
» نسبة الفضل إلى الله
الخميس سبتمبر 17, 2015 7:39 pm من طرف قيثارة شجن
» تذوق حلاوة الإيمان للشيخ فوزي محمد أبوزيد
الخميس أغسطس 27, 2015 5:14 pm من طرف قيثارة شجن
» هل إذا كثر المال تنصلح الأحوال
الأحد أغسطس 02, 2015 11:03 am من طرف قيثارة شجن
» ما حكم الحجامة ونقل الدم أثناء الصوم
الثلاثاء يونيو 23, 2015 4:34 pm من طرف قيثارة شجن