بمناسبة يوم المرأه العالمي

المرأة هي الأم التي تستحق أن تكون كل أيامها أعيادا، وهي الزوجة التي بدونها لا تكون الأسرة ولا يكون المجتمع، وهي الأخت الحنون والابنة التي تزين البيت. المرأة هي نصف المجتمع إن لم تكن أكثر من ذلك. بمناسبة حلول يوم المرأة العالمي، التقى مراسل موقع "بكرا" السيدة وداد ذياب (أم اشرف)، وهي ناشطة في العمل الجماهيري الاجتماعي وخاصة مع النساء من خلال تركيز العمل التطوعي في المركز الجماهيري في مجد الكروم...
السيدة وداد متزوجة من رجل الأعمال شهاب ذياب، ولها من الأبناء أربعة كلهم أكاديميون ... كانت سيدة أعمال وكان لديها محل لبيع الألبسة ولوازم الأطفال على مدى فترة كبيرة.


ذياب :لولا دعم زوجي وأبنائي ما كنت استطيع القيام بهذه الأعمال


"بكرا": كنت سيدة أعمال ناجحة وقررت قبل فترة التطوع والعمل مع النساء من خلال المركز الجماهيري، ما الذي حصل؟
ذياب: "كنت على مدار 20 عاما سيدة أعمال ناجحة، وفي مرحلة معينة، وخاصة بعد أن أنهى أبنائي تعليمهم الجامعي واستقر بهم الحال، ارتأيت أن أغير مسار حياتي. غير أن وجودي في البيت لفترة طويلة دون عمل لم يرق لي لأني بطبعي إنسانة عملية ولا يمكنني العيش في فراغ. في الماضي البعيد، كانت لدينا جمعية اسمها (صوت العين)، وكانت هذه الجمعية تقوم بعدة فعاليات نسوية، وكانت العضوات فيها "معيلات وحيدات"، وحين توجهت لإدارة المركز الجماهيري قبل نحو عام لأعرض خدماتي، وصلت الأخبار إلى عدد من هؤلاء النسوة اللاتي بادرن للاتصال بي، ولم تمر إلا بضعة أيام حتى أصبحت لدينا أكثر من 30 امرأة من المعيلات الوحيدات اللاتي عبرن عن سعادتهن بالمشاركة بهذه الأعمال التي نقوم بها على مدار الساعة من خلال المركز الجماهيري.
من بين نشاطاتنا: مشاريع ومحاضرات وبرامج عديدة قمنا بها في هذه السنة. وقد فوجئت كثيرا من إقبال النساء من كافة الأجيال على المشاركة بهذه الفعاليات".
وتتابع ذياب حديثها: "قبل فترة راودتني فكرة تتعلق بقضية الترابط الأسري التي تعاني منها العديد من العائلات، وخاصة العلاقة بين الأحفاد والجدات والبعد بينهم. نحن نعي الأسباب لذلك خاصة لكوني جدة. فاليوم يذهب الطفل إلى روضته ويقضي عدة ساعات هناك ويعود إلى البيت بعد ساعات الظهر ليجلس أمام الكمبيوتر أو أمام شاشة التلفاز، هذه الحال أدت لتفكك الروابط الأسرية، والأمر المؤسف أكثر، أنه انعكس أيضا على الوالدين، حيث أصبحت هناك فجوة بين الأهل والطفل نفسه.
قمنا بطرح الفكرة على النسوة المشاركات معنا في المركز فتلقوها برحابة صدر، وقبل حوالي شهر خرجت الفكرة إلى حيز التنفيذ، حيث تقوم 11 جدة بزيارة الروضات التي يتعلم أحفادهن بها، ويشاركن بيوم دراسي واحد في الأسبوع مع الأحفاد في الروضة. وقد لاحظنا أن المشروع بدأ يؤتي ثماره بعد شهر واحد من البدء بتنفيذه، حيث بدأ الأحفاد بمطالبة الأهل باصطحابهم إلى بيت الجدة لرؤيتها... هناك أمر آخر لا بد من التطرق إليه، هو أنه قبل نحو شهر، توجه إلي إمام مسجد الهجرة الشيخ محمود بشوتي مستغربا قضية الطلاق التي تزداد يوما بعد آخر بين الأزواج الشابة، وسبل معالجة هذه الظاهرة إن أمكن من خلال المركز. على الفور تشاورنا مع نساء المركز وقررنا أن نقوم بحملة توعية للفتيات قبل سن الزواج من خلال ندوات تثقيفية يقوم بها مختصون بهذا المجال".

"بكرا": ما هو طموحك للمستقبل من خلال هذا العمل التطوعي
ذياب: "أتوقع خلال سنة أن يكون عدد النساء المشاركات معنا مضاعفا، ونحن نشعر بذلك. نأمل أن نصل إلى مرحلة يمكننا من خلالها دفع أكبر عدد ممكن من نساء القرية للقدوم والمشاركة معنا في نشاطاتنا، وكلي أمل أن نصل بالنساء إلى درجة كبيرة من الوعي والإدراك في شتى مناحي الحياة. فتقدم المرأة ووعيها اللامحدود يعني مساعدة ودعما للزوج وللأسرة".
وأنهت ذياب حديثها قائلا: "زوجي وأبنائي يقدمون لي الدعم المطلق في هذا العمل. نحن كأسرة مترابطة نتحدث كثيرا في كل صغيرة وكبيرة، ونناقش كل الأمور ونتشاور باستمرار في كل المجالات الحياتية ، من جهتي أقوم بعملي بإخلاص وأنجح إلى حد كبير بالتوفيق بين هذا العمل والتزامي نحو زوجي وبيتي".