تحدي الأعاقة

اليوم اتيتكم بقصة واقعية لشابة فلسطينية
وهي صديقتي من منتديات بيت المقدس
افتخر لكونها صديقتي
اترككم مع نبذه حياتها
ومشوارها

[img(380,285)]file:///C:/Users/Windows/Pictures/saeda[1].jpg[/img]

حاورتها :ربى عنبتاوي /القدس

شاء القدر أن تولد عام النكسة، كما أجبرت وطأة الحرب الشعب الفلسطيني على الرحيل المؤقت احتماءً من وطيسها ، فلم تأخذ ابرة المناعة، وفي سن الثانية عشر جاء ذلك اليوم ، حين تستيقظ ذات صباح ، وتشعر بثقل في جسدها ، لا احساس في نصفها السفلي ،ولا تفسير يقنع طفلة بعمرها"ما الذي حصل؟" ، لم تدرك معنى ان تخون الأرجل اصحابها الى الابد، بسبب حقنة تطعيم لم تسر في دمائها وهي رضيعة، فأصيبت بالعدوى ، واقعدها شلل الاطفال لتبدأ مذ ذلك الوقت رحلتها الصعبة مع الواقع الجديد .

بعد الاعاقة لم تستوعب سائدة جاد الله ابنة مدينة رام الله ما حصل! مرّ عليها عامان عصيبان ، فمن بعمرها يلهو ويجري ويتنفس شذى الطفولة ، اما هي فتقضي جلّ وقتها بين جلسات العلاج وكرسي الاعاقة ،لكن ارادتها تعدّت الحدود ،اخترقت الاختلاف الذي فرض عليها متجهة بواقعية وطموح نحو الهدف اينما كان بعيدا وشاقا.

قررت ان تستكمل تعليمها في مدارس القدس ،قريبا من مركز العلاج المختص بالاعاقات (مؤسسة الاميرة بسمة)،فتعلمت الاعدادية في مدرسة الطور للاناث . كانت الطالبة الوحيدة على كرسي متحرك، ومع ذلك وضعت امامها هدفا وهو النجاح ساعدها في تحقيقه حب التلميذات لها ورغبتهن في مساعدتها ، لتكمل مسيرتها الى المرحلة الثانوية وتتعلم في مدرسة المأمونية للاناث.
من التعليم الى العمل
وهنا تتذكر سائدة موقفا اثر في نفسها ، وذلك قبل ان تلتحق بالمدرسة الثانوية ، حين تحدثت مديرتها في مؤسسة العلاج مع مدير المدرسة المأمونية بنية تسجيل سائدة واستكمالها التعليم الثانوي هناك ،فما كان منه ان اعترض كونها فتاة مقعدة ويصعب من وجهة نظره ان تتعلم مع فتيات اصحاء . الا انّه فيما بعد فكرّ ووافق على مضض بشرط اخضاعها لفترة تجربة ، وبعد اسبوع أتصل مدير المدرسة بنظيرته في المؤسسة يشكرها على سائدة التلميذة المتفوقة طالبا منها احضار المزيد من الطالبات المجتهدات والخلوقات مثلها.

ولأن القدر يتربص احيانا لذوي الارادة والعزيمة ، اصيبت سائدة بحمى ابّان امتحانات الثانوية العامة ، وارتفعت درجة حرارتها وادخلت المستشفى لتلقي العلاج وقرر الاطباء ضرورة مبيتها هناك ليومين، ولكنها رفضت لأن امتحان اللغة الانجليزية كان في الغد، وبالفعل ورغم حرارتها المرتفعة قدمت الامتحان ونجحت في الثانوية العامة بتقدير جيد جدا ولا تنس فرحة والديها انذاك التي "لا تثمن بالدنيا كلها".

رحلة الطموح لا تنتهي فمن الثانوية الى الكلية الابراهيمية لتعلم دبلوم ادارة الاعمال ،ومن ثم الحصول على درجة البكالوريوس من جامعة القدس المفتوحة بمنحة حصلت عليها ضمن قانون اعفاء المعاق في الجامعات المفتوحة . وتقدر سائدة جهود اساتذتها وتعاونهم حين كانوا يأتونها للمؤسسة و يعلمونها المواد والدروس مراعين ظروفها الخاصة .

عام1994 بدأت سائدة حياتها العملية كموظفة نشيطة ومحبة لعملها في المؤسسة بمنصب (مسؤولة شؤون الموظفين) بعد أن تطوعت مدة عام كامل كنوع من رد الجميل للمكان الذي احتضنها مذ كانت طفلة.

موقف لا تنساه سائدة كان أول حفل تخريج تحصل فيه على الدبلوم ،بحضور والديها وموظفي المؤسسة ،كانت تغمرها فرحة اجتياز اول خطوة من مرحلة التعليم الجامعي ، ولكن في نفس الوقت شعرت بالاختلاف حين حملها الشبان صعودا الى خشبة المسرح لتسلم الشهادة . ولكنها عادت وقارنت نجاحها بغيرها من الفتيات اللواتي لم يحصلن على اي شهادات فحمدت الله على المرحلة التي وصلت اليها.
الدرج يحدد مصير سائدة
كانت سائدة تحلم بدخول التخصص العلمي ولكنّ الادراج والسلالم حالت دون ذلك، فأجبرت على دخول التخصص التجاري كونه في الطابق الارضي ،" وقد يستهين البعض بذلك" تقول سائدة، لكن الدرج وقف عائقا امام تحررها من قيود اعاقتها وما زال عقبة للآن .

وعن سائدة الآن تقول انها سعيدة وراضية بفضل الله ورعايته ،وتحلم بدراسة الماجستير ولكن مشكلة السلالم تحول امام التحاقها بجامعة القدس ، فقررت الانتظار لحين يصبح برنامج تعليم عالي في الجامعة المفتوحة .
تنصح سائدة أي انسان طبيعي يتذمر من الحياة ويغلب عليه التشاؤم واليأس ان يزورها وأن يأتي للمؤسسة ليرى كيف تخلق الارادة بجهد وتحدٍمن اصحابها .من هنا تتذكر سائدة قصة زميله لها بالعمل ،اخبرتها ذات مرة عن اندهاشها من شخصيتها وهي تجلس على كرسي العجلات تبتسم وتضحك وتفيض نشاطا ، فقررت بدورها ان تغير نهج حياتها المتذمر وقالت لها : "ما دمت اسير على رجلي وأنعم ببيت وزوج وابناء واتذمر وأشكو أغلب الوقت وأنت دوما تبتسمين رغم ظروفك ، فيجب علي ان أصبح انسانة جديدة قانعة ومتفائلة" .
نداء من سائدة
تحثّ سائدة كل الفتيات اللواتي يعانين من الاعاقة التحلي بالصبر والارادة ، مؤكدة انها واجهت صعوبات جمة بعد اصابتها بالاعاقة ، فمن عقبة الدرج او السلمالىالطرق و المواصلات، ببساطة عدم وجود تسهيلات او اعتبارات للمعاق ، اضافة الى نظرة المجتمع للمعاق والتي عادة ما آذت كلمات مثل :" ياحرام ، يامسكينة " مشاعر سائدة ، مشيرة الى انها عبارات تحبط المعاق وتهدم ذاته نفسيا واجتماعيا ، يجدر ان يتخلص منها المجتمع ويعيد النظر في المعاق كجزء لا يتجزأ من المجتمع.

وأخيرا طالبت سائدة المؤسسات الرسمية منع اعطاء اي تصريح لأي مبنى دون ان يراعى فيه وضع المعاق ، كعمل الرامب(ممر منحدر) عند المدخل ومصعد بين الطوابق ، فالمعاق انسان يحب الاعتماد على النفس والاستقلالية والحياة بطبيعية مثل الجميع.
نشرت في ملحق صوت النساء /تاريخ: 22/حزيران/2006
أ

عمل قررت بنت التحدي ان تخرج بالعرباية الكهربائية الى المنطقه التي تعمل بها وتسكن بها وتدعى منطقة جبل الزيتون وتبعد عن القدس حوالي 5 دقائق بالسياره - فذهبت الى منطقة سياحية مطلة على المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفه وها هي بعض الصور التي التقطتها من خلال هالجوله الجميله .
أتمنى ان تقضوا معها أسعد الأوقات لإنها تعطي صورة حاليه قبل ساعه من وضعها بالمنتدى.

تحدي الأعاقة 150902Picture_050

تحدي الأعاقة

تحدي الأعاقة

رد: تحدي الأعاقة